القابـضـون علـى جمر الثورة

 . .


إهــداء إلى ثـوار 27 مايو

الإنتفـاضة المـصرية الثـانية

                                      المخلص : مانش

                        *             *             *

                     (( فى مصر الآن . . ))


ثـوار خـرجوا عن شعب غير ثـائر

صقور للـحرية جـاءوا  من نـسل الحمائم

إن خرجوا يهتـفـون :

للقصاص و التـغيير والكرامة

نــــالــوا الهـزائـم !

وتخلى الرفاق عن الثوار  بكل  نذالة

فى مصر الآن :  . . الكثرة تغلب العـدالـة !



أنا وهو و " أم كلثوم " !!

قد منّ الله على ّ أن أرسل لى أحمد صديقاً
أحمد الذى تدخل صداقتى له -  هذا الصيف – عامها الحادى عشر . .
وأنا أقول صداقتى  له لأننى كنت أعرفه منذ ما يزيد عن سبع عشر عاماً لكن صداقتنا لم تبدأ سوى فى نهاية المرحلة الإعدادية.
أذكر أننا منذ ست سنوات تقريباً كنا فى القاهرة – أنا وأحمد – أثناء دراستنا الجامعية ، وأردت أن أرى البورصة ( باعتبارى كنت طالباً بكلية تجارة ) فذهبنا نتسكع فى شوارع وسط البلد فـفوجئنا بمقهى " أم كلثوم " الشهير . .
صور الست معلقة على الحوائط . .
أجواء شديدة الخصوصية . .
وصوت أم كلثوم يتدفق كقطرات الندى . .
وللمرة الأولى يسمع كل منا هذه الكلمات :

" أنا وأنت .. ظلمنا الحب ظلمنا الحب بايدينا
وجنينا عليه .. وجرحناه ما داب حوالينا
ما حدش كان عايز يكون أرحم من .. التاني
ولا يضحي عن .. التاني "

كنا وقتها فى أوج شبابنا وانطلاقنا . . كنت ألتهم أشعار نجم ونجيب سرور ورباعيات جاهين. .ولم يكن أى منا – أنا أو أحمد – قد خاض تجربة حب حقيقية بعد . . فلم نستوعب الكلمات ولم نتفهم مشهد القهوة و المستمعين جالسين فيها خاشعين لـشدو سيدة الغناء العربى . .فانفجرنا فى الضحك حتى دمعت عيوننا ! . ." آل ظلمنا الحب آل " !


وظللنا أنا وأحمد طيلة هذه السنوات  نتذكر هذا الموقف و نبتسم كلما سمعنا أم كلثوم تغنى " ظلمنا الحب " . .
واليوم – بعد 6 سنوات – وبعد أن صـارعنا الأيام وصرعتنا الظروف . . استمعت إلى أم كلثوم ( بالصدفة ) تشدو بنفس الاغنية فتمالكت نفسى ومنعت عيناى ان تدمع حين وصلت أم كلثوم للمقطع الشهير :
(( وضاع الحب ما بين عند قلبى و قلبك
ودلوقت لانا بنساه ولا بتنساه ولا بنلقاه ))
لم أتذكر أحمد قطعاً لكنى تذكرت من قالت لى يوما ما : " أنا بموت فيك " !
أحمد أيضا لن يتحمل اليوم سماع هذه الكلمات . . فصديقى أيضاً مثلى تماماً . . ( أنا وهو ظـَـلَـمـَـنا الحب ) بفتح الميم !

يوم مالوش زىّ

الخميس 5 مايو 2011 . . والله انا مش متخيل إن اليوم دا انا طلعت منه سليم

الصبح : سمعت ( مينى كول ) كهربتنى بجد

قبل الضهر : النجار رفعلى الضغط !

بعد الضهر : كان هـيجيلى سكر فى الدم من كتر ما إتعصبت بسبب السيد رئيس الحى !

بعد المغرب : قرأت " استيت " يشل . .أيوة والله كان هيشلنى

بعد العشا : مكالمة تليفونية كانت ورب الكعبة هتعملى سكة قلبية!

على الساعة 11ونص بليل : " استيت " تانى . . فحسيت  -بقى لامؤاخذة -  إن رخيص!
 

وصلة عشق فى حب مصر . .

تنويه : كتبت هذه الوصلة قبل قيام ثورة يناير بعدة شهور!
===============
حبى لمصر حب ليس له حدود . .
حب يلامس حد الجنون . .
حب يجعلنى أدعولها فى صلاتى ويجعلها تملأ علىّ حياتى . .
بينما أنا ممنوع من السفر . . لأسباب عائلية !
وممنوع من الكلام . . لأسباب وظيفية !
وممنوع من الإستياء . . لأسباب امنية !
وممنوع من الإشتياق . . لأسباب مجتمعية تجعل الكثيرون يتقبلون شوقك للجيرل فريند – لامؤاخذة – دون ان يتقبلون شوقك لمصر ، باعتبار أن حبك لمصر محض نفاق وكلام فارغ وشعارات كدابة !
ومبلغ علم هؤلاء فى حب مصر هو :
خروج سيادتك شاهراً علم مصر مرتدياً تى شيرت منتخبها هاتفاً من سويداء قلبك : " أوووو . . مصراوى " !

إنه الجنون !!

مرة أخرى قابلت صديقي يجرى مكالمة تليفونية . . لكنه هذه المرة كان يسير كـالأخـطـل!!
اقتربت منه . . فاتسعت عيناى عن آخرهما من فرط الدهشة
. . لقد كان يردد : " بحبك . . بحبك "
يرددها  كمن يسبح بعد الصلاة أو كمن يقرأ أذكار الصباح والمساء !!
هممت بأن أسأله : ما هذا الجنون ؟
ثم مالبثت أن تراجعت فقد تذكرت قوله بالأمس أنه يحبها " حب عبادة" !
. . إذن فهذه تسابيحه وأذكاره !

عملية " قـلب مفـتـوح " !

هو أقرب أصدقائي ولا شك . .
أجرى مكالمة هاتفية طويلة ثم أقبل علىّ في هيئة تجسد أغنية أم كلثوم الشهيرة :
" واثـق الخطوة يمشى ملكاً "!
ابتسمت قائلاً :
    الفرحة تـقفز من عـيـنـيك ؟
رد وضحكة الخجل تملأ وجهه :
    لم تكن مكالمة هاتفية بل كانت  عملية جراحية!
ربـتُّ على كتفه قائلاً :
    أخشى أن تستبد بك الفرحة . . فتموت!
قال :
    اطمئن . . فقد ماتت هي أيضا !
انعقد حاجبي وأنا أسأله في لهفة :
    أفشلت المكالمة الجراحية أقصد العملية التليفونية " يوووه .. حصل إيه ياض ؟  طمّـنى ؟ "
عادت ضحكته من جديد تملأ وجهه وهو يقول فى سعادة غامرة :
    بل نجحت المكالمة بجدارة . . وبعد عملية امتدت 28 دقيقة و 34 ثانية . . قالت لى  : " أنا بموت فيك " !


تداعيات اللقاء الأول

* فى طريقه إليها أحاطه توتره وملأه قلقه . . بدا وكأنه ذاهب للقاء قدره !

* حين رآها أمامه استغرق قرابة دقيقة كاملة يحدق فيها ويحاول تصديق كل الإشارات العصبية      التى تنهال على عقله لتؤكد له أنها حضرت فعلا إليه وأنها هى حقاً الآن التى تخطو أمامه.

* سار معها فى شوارع لم تدخلها فى حياتها . . شوارع يعشقها هو . .
شوارع تملأها البساطة والنشاط والدفء والأمان  .

* حدثها عن القدرة والرغبة . . ثم شعر بالألم فقطع حديثه فجأة متعللاً بأن ألمه مصدره
   " لسعة ساندوتش الحوواشى الساخن " الذى كان يلتهمه! . . بينما الحقيقة أن مصدر ألمه
أنه    عبث بيده فى جرحه الغائر.

* فى أعلى الكوبرى وعند منتصف النيل تحديداً تعانقت أصابعهما للمرة الأولى فى التاريخ !
. .  لكن تلك الرعشة التى انتظرها لم تسرى فى عروقه ، رغم أنه سمع كثيراً عن
"رعشة العناق الأول للأصابع" ..بدت أصابعهما فى ثبات وتناغم وكأنها تعانقت من قبل مئات المرات !

* امتد عناقهما قرابة ثلاث دقائق كادت أنفاسه تتوقف خلالها
وشعر كأنه يغوص فى أعماق الأطلنطى أو يسبح تحت جليد أنتركتيكا ! رغم أنهما
. . كانا يسيرا أعلى النيل أو إلى جواره.

* انفض عناقهما فأنهى اللقاء دون وداع . . وتحرك أسف الكوبرى بخطوات هادئة
يهز رأسه فى ابتسام محاولاً استيعاب تلك الأمسية التى يشهد الله أنه لم ير فى حياته مثلها.

من جديد . . علـمنى والدى الطيب

فى منتصف الثمانينيات تقريباً صنع شخصاً ما عملاً سفلياً لإيذاء أبى !
وقد بدا هذا الأمر غريباً خاصة وأن والدي - يعلم الله وبشهادة الجميع والحمد لله - كان على خلق .. واصلاً لـرحمه .. بشوشاً في وجه الجميع .. ولا يحمل في قلبه أي عداء تجاه أي أحد . .أما الأغرب فإنه حين حضر أحد المشايخ المعالجين بالقرآن لإبطال مفعول هذا العمل السفلى
رفض والدي - رحمه الله – أن يخبره الشيخ بـاسم من صنع هذا السحر ضده!
واكتفى بمعرفة أن من صنعت هذا السحر ضده كانت إحدى خالاته!
. . فقط دون أن يعلم من هي بالتحديد !
و لما سمعت بهذه القصة سألت أبى -رحمه الله- لماذا رفض أن يخبره المعالج اسم خالته التي صنعت له سحراً يؤذيه ؟
ابتسم والدي وربط على كتفي وقال لي أنه رفض أن يعرفها حتى لا تسوء علاقته بإحدى خالاته !
فظل - والحمد لله – حتى آخر أيامه بارًا بهن وبأبنائهن.
ويعلم الله أننى حتى الآن – وبعد رحيل خالات أبى – أزور بناتهن فى العيد صلة لرحم والدى الطيب.

واليوم حين أتفاجأ بأن أحد أقرب أقاربي يتحاشانى أنا أو أمى !
أو يعاملنا دون أى ود أو يعاملنى بجفاء يصل لحد الغباء !
(بدلاً من أن يكون لى سنداً فى هذه الدنيا بعد وفاة أبى )
فقد ضحكت . . أيوة والله ضحكت . . ضحكت ودعوت لأبى بالرحمة فلا أنسى أبداً أنه قال لى كثيراً :
" الدم عمره ما يبقى مية . . واللى مالوش خير فى أهله مالوش خير فـى حد " !!

وصلة عشق فى حب مصر . .

تنويه : كتبت هذه الوصلة قبل قيام ثورة يناير بعدة شهور!
===============
حبى لمصر حب ليس له حدود . .
حب يلامس حد الجنون . .
حب يجعلنى أدعولها فى صلاتى ويجعلها تملأ علىّ حياتى . .
بينما أنا ممنوع من السفر . . لأسباب عائلية !
وممنوع من الكلام . . لأسباب وظيفية !
وممنوع من الإستياء . . لأسباب امنية !
وممنوع من الإشتياق . . لأسباب مجتمعية تجعل الكثيرون يتقبلون شوقك للجيرل فريند – لامؤاخذة – دون ان يتقبلون شوقك لمصر ، باعتبار أن حبك لمصر محض نفاق وكلام فارغ وشعارات كدابة !
ومبلغ علم هؤلاء فى حب مصر هو :
خروج سيادتك شاهراً علم مصر مرتدياً تى شيرت منتخبها هاتفاً من سويداء قلبك : " أوووو . . مصراوى " !