بكل إعتزاز . . وبلافخر أنا عمرى النهاردة : شهر !

صحيح أنى لم أدخل إلى ميدان التحرير منذ أكثر من ثلاثة أشهر حين كنت فى وقفة إحتجاجية تضامناً مع إبراهيم عيسى و صحفيى جريدة الدستور  أمام  مبنى المجلس الأعلى للصحافة .. وهو للمصادفة نفس المبنى الذى تحول لأطلال الآن لأنه كان يضم أيضا المقر الرئيسى للحزب الوطنى ..
لكن قبل شهر من الآن وتحديداً فى " جمعة الغضب " 28يناير أمام المقر الرئيسى لـ ( الحزن الوطنى ) بدمياط ..
أنا إتولدت من جديد !. . بكل ماتعنيه العبارة.
كنت مع بعض الشباب نهتف : " سلمية ..سلمية "
ونحاول إطفاء حريق مبنى الحزب ليس طبعاً حباً فيه - حاشا لله- ولكن
لأنى لست من دعاة التخريب حتى ولو فى مبنى الحزب اللعين لأنه أولاً واخيراً مبنى ملك للدولة.
وأقسم بالله العظيم أننا ماحاولنا إطفاء المبنى إلا بعد أن رفض جنود المطافى دخول حديقة الحزب لإخماد الحريق خوفاً من الأهالى!
المهم أن حماقة الأمن المركزى لم تميز بين المتظاهرين وبين المخربين وبين من يحاولون إطفاء المبنى ففوجئت ( أنا وثلاثة من الشباب) بقنبلتين غاز بين أقدامنا !! بينما نحمل خرطوم المطافى -  الذى سلمه لنا بنفسه قائد المطافى واظن كانت رتبته عقيد - فلم نستوعب الصدمة ..
أنا شخصيا صرخت أسب بأقذع الشتائم وأنا أقاوم الدخان الكثيف الذى غطى حديقة المبنى ونحن داخلها !
رفعنا خرطوم المطافى نشير لجنود الأمن المركزى بأننا نقاوم الحريق لكنهم كانوا حمقى كالعادة!
وإستمرت قنابلهم تنهال بضراوة وغباء على المبنى الذى خلا تماماً.. لم أجد أمامى إلا النيل فقفزت من على الكورنيش لأغمس رأسى فى الماء لكن الحمقى كانوا أيضا يلقون بالقنابل فى الماء .. كنت أتنفس بصعوبة وأقسم بالله أنى نطقت الشهادتين وأنا أغمس كامل رأسى فى الماء ثم خرجت لأتحرك على شاطىء النيل قرابة 200متر بعيداً عن مبنى الحزب وكنت أشاهد الأطفال والشباب على إمتداد هذه المسافة أعلى الكورنيش يتساقطون فى حالات إغماء واختناق من فرط الغازات التى ملأت الجو.
دخلت مول الصفوة الشهير صليت العصر فوجدتنى أعود بإصرار أكثر وروح جديدة لنفس المكان لأهتف من قلبى:
" الشعب يريد إسقاط النظام".

إننى أعتز بهذه اللحظات التى كسرت حاجز الخوف داخلى . .
لقد ولدت من جديد فى جمعة الغضب هذا اليوم الذى لن انساه مادمت حياً
هذا اليوم قلب ميزان حياتى جعلنى أعيد كل حساباتى
وأتوقف عن سلوكيات كثيرة و أرتب من جديد كل أولوياتى
وأقيم من جديد مبادئى وثوابتى وأفكارى ..
لهذا آسف لكل من لاحظ تغير سلوكى منذ هذا اليوم ولكل من تعجب من تغير ردود أفعالى
فأنا حقاً أتحرك وأتصرف كمن حضر لهذه الأرض منذ شهر واحد فقط
لهذا أعتذر للجميع متنياً أن يتقبلوا عذرى وأخص بالذكر:
هيما وشاذلى - أصدقائى الذين أشعر أنى أعرفهم منذ ولدت! - أعترف بتقصيرى فى حقكم طوال هذا الشهر
شيماء -التى تقول أنها أختى الكبيرة بينما أدعى أنا أنها صديقتى الصغيرة! - أظنك الآن عرفتى أنا (مهيبر) ليه!
فودة - حبيبى - تقصير شهر لن يؤثر قطعاً فى صداقة تخطى عمرها 10سنوات
أما ( هى ) فلا أجد ماأقوله لها سوى . . إشتقت إليك فعلمنى ألا أشتاق!
ومرة اخرى إعتذارى للجميع..
..
مانش

وحدها



وحدها .. صديقتى .. وأمى .. وحبيبتى


وحدها التى تلعب كل هذه الأدوار


وحدها .. التى تملأ فراغى ليل نهار


وحدها .. التى أسمح لها أن تجتاحنى حتى أكاد أن أنهار


وحدها .. التى يتلاشى أمام عينيها معنى الكبرياء


(. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .)


وحدها التى صرت أشعر أنى . . منها

وانها حقاً . . منى


كل هذا تتفرد به وحدها


فـــــــــيارب ماتحرمنى منها!