وحدة وخوف ودش سخن و بارد!

أن تصحو من نومك. . فلا تجد أحد حولك. . مرحبا بك فى الخواء ! أصحو من نومى مضطربا..أنظر حولى فلا أجد أحد..أنا هنا وحدى..أتجول بين غرف الشقة ..من المكتب إلى الصالة وحتى المطبخ..لا أحد هنا ..ينتابنى شعور بالوحشة وتملأنى الشجون والكآبة..أدخل حمامى..آخذ دشأً ساخنا ثم بارداً ! ، وكأننى أقوم بعملية "بسترة جسدية" لأنزع عن نفسى مزيج الوحشة والشجون أو لأغتسل من كآبتى..أخرج من الحمام لتبحث عيناى - من جديد - فى غرف الشقة المتسعة ..إنها فارغة..إننى الأن وحدى. أبحث عن هاتفى..أتفحصه.. لم ترسل لى رسالة جديدة ..ولا مكالمات لم يرد عليها ..هل ذهب الجميع ونسونى..أنا هنا..فأين أنتم..لا أسمع رداً . . لا أحد يجيب ، أدخل مكتبى .. إن فوقه مجموعة قصصية لإبراهيم عيسى.. لكنها بعنوان : (صباح النهايات ..سفر الأحباب)!!، ينقبض قلبى أكثر فأنظر نحو الجانب الآخر من المكتب ..هناك ألبوم صور.. أتناوله وأتصفحه..صور كثيرة لى مع أبى ..إنه يحبنى بجنون.. صورتى مع جدتى "حياة"..إننى أكبر أحفادها..وكأننى أصغر ابنائها وهى أمى الكبيرة..صورتى مع عمى"محروس"..صورة أخرى لى مع خالى"وحيد" وهو يرتدى زى الصاعقة الشهير،كل هؤلاء احبابى ..إنهم يحيطوننى بالحب والأمان..فى الصور!..لكن أين هم الأن..ألن يعودوا ؟ أما أبى وجدتى ..فلن يعودا..أثق فى ذلك..فأصحاب القبورلايعودون.. عمى "محروس" أظنه أيضا لن يعود..إننى لا أعلم عنه شىء ..لقد ذهب منذ زمن بعيد.. خرج ولم يعد!..أما عن خالى "وحيد" فهو الأن فى "بلاد قريش"..يعمل بالسعودية ولم أراه خلال عامين سوى ٤٠ يوم فقط! أنظر- من جديد - حولى ..حقا لاأحد..أتجرد من ملابسى تماماً كما جردنى الزمن من أحبائى ..إننى الآن عارى الجسد تماماً كطفل مولود..أريد - أيضا – أن أبكى كالأطفال..لكننى أتماسك..وأبحث عن إجابة لسؤالى : لماذا ذهبوا وتركونى؟ ..يرد صوت وحدتى : إنها إرادة الله.. حقا..إذن فلأسمع الرد منه سبحانه وتعالى !..أتجه نحو الكمبيوتر..أشعر بارتياح وطمأنينة..مع سماع الرد (بانبعاث صوت القرآن الكريم ) من سماعات الكمبيوتر.